تابعونى على الفيسبوك

هويدا محمد الحسن عثمانm.facebook.com

الاثنين، 14 ديسمبر 2020

رامونا ٣ وحينما حملت رامونا الطفلة ... قالت لسوف تظل بهجة حياتى إذا لم يعترض زوجى على بقائها.. وأغضى انجوس بعينيه وأحس بسهام من الخوف وقال متلعثما : قبل ان اجئ بها اليكى فكرت ان اودعها دارا للايتام وقد اسميتها... وصمت برهة كأنما عجز لسانه عن النطق ثم عاد يقول : هل يمكن ان تستنتجى أى اسم تحمله سيدتى؟ فأدركت السينيورة مايعنى وقالت اسمى! فحنى انجوس رأسه وقال : إنه الاسم الوحيد الذى انطق به بلهجة الحب ولذلك اطلقته على ابنتى* ثم خيم عليهما صمت تام، وراح كل منهما يتأمل وجه الآخر فى رقة ودهشة ، ثم إذا بهما بحافز مشترك يتقاربان ، وإذا انجوس يمد ذراعيه بكل مافيه من قوة الحب واليأس ، ثم ينحنى ويقبل اليدين التى كانتا تحملان طفلته النائمة وقال بصوت باك وهو ينطلق خارجا: ليباركك الله يارامونا وداعا لن ترينى بعد ذلك ابدا... وبعد ان تبادل الحبيبان نظرة طويلة متلكئة افترقا إلى الأبد بعد هذا اللقاء العجيب وبدا ان ربع القرن الذى فصل بينهم لم يكن فى تلك اللحظات إلا يوما واحدا.. لقد أحس انجوس فى أعماق قلبه ان حبه القوى العنيف قد عاد إليه ، بعد أن بعث من مرقده نابضا بالحياة دون ان يتغير فى طبيعته شئ، أما رامونا فلم تحس بشئ لانها لم تحبه يوما ما ولكنها أدركت بعد هذه السنوات التى عاشتها محطمة القلب ، محرومة من الحب صابرة على سوء معاملة زوجها... أى حب عظيم ضيعته فى شبابها وهفا قلبها إليه الآن.. وهكذا انتقمت الأقدار لانجوس... وعندما عاد زوجها فى ساعة متأخرة مترنحا نصف سكران .. أفاق وهو يرى زوجته راكعة بجوار مهد رقدت فيه طفلة جميلة وبادر قائلا ماهذا؟ ثم قال آه الفأرة الهندية فهمت أتمنى لك السعادة مع ابنتك الأولى.. وبنظرة ساخرة وبابتسامة شريرة ركل المهد بقدمه فى عنف* ولم تجرح هذه السخرية القاسية إحساس رامونا لإنها لم تعد منذ أمد بعيد تحس بالألم النفسى العميق، إلا انها أدركت بغزيرة الأمومة الجديد الخطر الذى يهدد الصغيرة رامونا منذ ذلك اليوم فحرصت على تربيتها فى جناحها الخاص حتى لايثير منظرها فى قلب زوجها الغضب والقسوة ... فقد كانت رامونا تخفى عن أسرتها بؤس حياتها الزوجية على ان أخلاق زوجها وعربدته كانت معروفة فى كل البلاد، ولكنها تحملت المحنة فى سكون، اما الآن فقد وجدت مبررا لتفضى لأختها بؤسها لأنها تعرف ان حياتها لن تطول فأى مصير ينتظر الطفلة؟ يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق