تابعونى على الفيسبوك

هويدا محمد الحسن عثمانm.facebook.com

الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

زهور هيروشيما ٣ همس فوميو زوجى المريض فى المستشفى بعد أن حياه الطبيب، ومضى إلى المريض الذى يليه( إن السنجاب يبنى عشه فى فراغ بشجرة الكرز المزهرة خارج نافذتى) -أحقا ما تقول ياحبيبى؟ - أو تظن أن أنثاه ترقد على بيض هناك يافوميو؟ - لاريب انها فاعلة إنها راقدة على بيض كثير يالك من بطل عزيزى فوميو ... إنك تستطيع ان تقتنص من ثنايا مواجعك المسرة عندما تنظر إلى ذلك المرأى عبر نافذة غرفتك* انتقلت مزحتى البلهاء عن البيض من مريض لآخر فمرت البسمات.. بتلك الوجوه المشوهة البشعة ... فقال الطبيب دوموتو شارحا الموقف لسام الامريكى: - لقد أجريت للرجل المسجى على هذا الفراش عشرون جراحة ، أما ذاك فواحد من ضحايا الإشعاع الذرى.. إن ثلث جسده مكسو بآثاره، وهذا مصاب بتقلصات فى جفونه من جراء الانفجار الذرى لقد مضى أربعة عشر عاما وهو ينام مفتوح العينين أو لاينام لقد تطايرت أذناه وأصابه الصمم وأما الباقى ... - إن مرضى القنبلة الذرية يألمون من عطب ظاهرى وآخر دفين.. قد نمحو ندبات الاشعاع وغيرها من آثار القنبلة بالجراحة، ولكننا لانجد لجراح النفوس دواء* فسألنى سام بلوعة وصوت كليم: هل هناك شئ أستطيع فعله من أجل فوميو؟ فابتسم زوجى ونظرللسنجاب وقال اطلبى اليه ان يشترى بعض ثمار الجوز للسنجاب.. فاستعجب سام وقال: جوز؟ أهذا هو ما أستطيعه من عون؟ ومضينا وفى الطريق وجد أختى أوهاتسو تضع باقة فى النهرفسألنى؟ سامحينى سأخبره أمى فعن طريقه سيعرف الناس ما حدث لنا. كنا فى ذلك اليوم نهيم فى الطرقات مع أمى وخالتى وأوهاتسو التى لم تتجاوز الثالثة وهى عالقة بظهر أمى.. ثيابنا تمزقت من أثر الانفجار وكانت كرات النار تمرق امامنا كصواريخ من لهب تلتهم الاشجار والبيوت والناس واحترقت الكلاب وأخذت تعوى فزعا وسقط فوقى غصن شجرة فأفقدنى الوعى وكان سببا فى نجاتى لن انسى الصرخات ورائحة اللحم المحترق وخطفت خالتى أوهاتسو من أمى التى قذفت بنفسها فى الماءوسط آخرين ثم تلفتت بوجهها الجميل لتنظر إلينا نظرة الوداع ونادت أختى قبل ان تغوص فى نفس موضع الزهور أقسم ياأمى بوجهك المكسو بالسواد وبشعرك المحترق أنى سأكرس مابقى من عمرى لكى أحول بين أن يحدث هذا الشئ مرة أخرى فهل اطمأنت روحك؟ أعذرونى اعزائى على هذا الواقع المرير الذى لامهرب منه،فمعرفتنا للسلبية تجعلنا ايجابين نكره الظلم والظلمة ونشعر بالآخرين ليشعروا بنا* انتهت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق