تابعونى على الفيسبوك
هويدا محمد الحسن عثمانm.facebook.com
الاثنين، 7 ديسمبر 2020
رواية زهور هيروشيما كاتب امريكى سام
كان من حسن حظنا ان يقام حفل من أجل اوهاتسو أختى... إبان موسم اليراعات لقد لبثنا ليلتين نجوس خلال الربى.. بحثا عن اليراعات نجمعها ونودعها أقفاص الخيرزان فى فصول الربيع... تلك الحشرات المضيئة ذات المنظر البهيج.. أما نزيلنا الأمريكى سام فقد كان شديد الحماس لحفل ذلك المساء*
إن افواج صائدى اليراعات تبدأ عملها عندما تطل أولى النجوم فى السماء وسيجئ تلاميذ السيد مايدا جارنا فى موعدهم.. وعندما حان الوقت كل فرقة ارتدوا اللباس الخاص بجماعتهم... ووقفوا امام باب مايدا المصنوع من أغصان مجدولة متداع متصدع من أثر انفجار القنبلة عليه
قال السيد مايدا تعالوا يا اصدقائى وحيوا زوجتى يجب ان تقدموا لإيزا تحية المساء
فسألنى الأمريكى(هل للسيد مايدا زوجة إنك لم تذكرى لى هذا قط يا يوكا؟)
كان حب مايدا لزوجته يسمو إلى مرتبة العبادة باديا على كل خلجة من خلجاته وسار فى رفق مشيرا لأصدقائه بألا يثيروا الضجيج باحذيتهم... ولو لم يكن المرء ليعلم بأن زوجة مايدا تبعث أنفاسها وتأكل وتنام لوثق بأنها دمية فى حجم الآدمى.. جامدة تلبس إزارا وكأنه ينوى جعلها نموذجا للوحاته*
يا لك من مسكينة إيزا
لقد توقف عقلك عن العمل فى الثامنة والربع من صباح اليوم المشئوم ٦/٨/١٩٤٥
كما توقفت ساعات هيروشيما عن دقاتها..
وارحمتاه لك ياصديقتى المسكينة .. لقد بعثر الانفجار رشدك، ومزق ثيابك، وذهب بصوابك فقصدت المنزل وأنت تجرين ساقيك جرا،
ولم تبارحيه منذ ذلك الحين.. لقد وجدك زوجك ملتصقة بباب المنزل محتضنة وليدك الذى كان فى ساعة احتضاره، وعيناك مثبتتان فى رعب على الرماد الذرى الأسود الذى يتساقط كالمطر*
رست يراعة على جبين إيزا الأملس فأضاءت وجهها بشعاع نور، إنها فاتنة بشعرها الطويل الفاحم ينساب على كتفيها كاشرطة المخمل
ركعنا على العشب نغنى (عندما هطل المطر الأسود) و(باقة زهر فى النهر)واختتمنا بأغنية( لاهيروشيما بعد اليوم) واضعين عصارة قلوبنا وذوب أفئدتنا فى تلك الكلمات... أوه كم نحس بالألفة تسرى بيننا فنحن من عنصر واحد.. عنصر تعرض للإشعاع العنصر الوحيد من نوعه على وجه البسيطة.. كلنا أخوة وأخوات ألفت المأساة بين قلوبنا.. أسمع من ينادينى (يوكا) يالعجبى نسيت الأمريكى توقفنا عن الغناء وأدركت ان شعور موجع بالعزلة ينتاب سام وسألنى هل ستبرأ ألن تتعافى؟
يتبع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق