تابعونى على الفيسبوك
هويدا محمد الحسن عثمانm.facebook.com
الخميس، 10 ديسمبر 2020
رواية رامونا للكاتبة هيلين هنت جاكسون
ترجمة حسين القبانى
كان موسم جز صوف الأغنام قد حان فى كاليفورنيا ... إلا ان هذه العملية تأخرت بالنسبة لأغنام سينيورة مورينو ذلك لأن فيليب مورينو وهو الابن الأكبر للسينيورة كان مريضا*
وكان بمثابة رب الأسرة منذ وفاة والده..
ولكن إن شئت الحقيقة ... فأن الأم هى التى كانت تقرر أمر كل صغيرة وكبيرة، وتدير شئون الضيعة من المراعى إلى أصغر حقل للخرشوف... ولم يكن ثمة من يعرف هذا غيرها، كانت السينيورة امراءة بارعة بالنسبة لزمنها وجيلها ، فلو أن أحد كتب عن حياتها لجاءت قصة عاطفية مثيرة... تملأ النفس بشتى الانفعالات إنها ستون عاما تجمع بين أجمل مافى أسبانيا القديمة ، وأروع مافى اسبانيا الجديدة... كانت متدينة، هادئة المظهر ، متحفظة ورقيقة، حادة المزاج متسلطة محبوبة من البعض ومكروهة من البعض الآخر... كانت قوة هائلة لايخطر ببال أحد شئ من ذلك حين تمرق بردائها الأسود، ومسبحتها المدلاة بجانبها ، وعيناها السودوان المطرقتان ووجهها الذى امتزجت عليه إمارات الحزن والتقوى... كانت تبدو فى بساطة السيدة العجوز الحزينة الصوفية الذهن ، على شئ من الوداعة وحسن التفكير ، وإن كان صوتها هادئ متردد وبه شئ من التأتأة *
وكان هناك رئيس رعاة الأغنام (جوان كان) وكبير رعاة الماشية (جوان جوزيه) وكانت تدور بينهم مناقشات عنيفة لولا حكمة السينيورة ، وهناك الراعي الكسلان لويجو
وكانت السينيورة مصرة على استئجار جزازى غنم من الهنود الحمر وليس المكسيكين، وكان هناك كلب جوان كابيتان يلعب ويمرح بين الأغنام وكان هناك الخدم *
كان بيت السينيورة من أحسن النماذج فى كاليفورنيا ... ثمة أنواع شتى من النباتات والكروم المتسلقة عدا الجرونيه والقرنفل النامية فى الأوانى الفخارية حول أعمدة الشرفة والسقف .. وكانت تغرد البلابل فى اقفاصها بين الكروم وكان لديها ستة أزواج من كل نوع ومن الشراشر ، وكلها من تربية السينيورة ، كانت الأراضي عبارة عن حديقة وبساتين من برتقال ولوز بين النهر والشرفة كانت بساتين البرتقال خضراء مرصعة بأزهار بيضاء وثمار ذهبية ، أما بساتين اللوز بأزهارها ذات الكؤوس القرمزية وأوراقها البيضاء فكانت تبدو فى بواكير الربيع... كأنها سحب وردية انسدلت على الشمس فى ساعة الشروق ، وتشابكت بأغصان الشجر*
وعلى كلا الجانبين بساتين خوخ ومشمش وكمثرى وتفاح ورمان
يتبع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق