تابعونى على الفيسبوك

هويدا محمد الحسن عثمانm.facebook.com

السبت، 26 ديسمبر 2020

- هي تَبدو قوية .. نعم تَبدو ،، تَبدو فقط.. - تلك القوية التي تَراها، إن سألتها ما بكِ فـ سَتبتسم وتقول وهي بَاكية " أنا بَخير" هي تَصطنع القوة ياعزيزي لَعلك تَفهم أنها لَيست بخير، أنها خَائفة من الدُنيا، لا تَنظر للقناع الذي تَرتديه، إنظر لعينيها فهي لا تَكذب . - المرأة الخَائفة، التَائهة، التي خُذلت، والتي رأت من الحياة ما رأت هي دائماً تَلبس قناع القوة واللامُبالاة، تَسند نفسها بنفسها وهي ليست بخير.. تَلك التي تَراها تَبدو قَوية، تَبدو سَعيدة، تَبدو بَاردة هي في الحقيقة بَارعة جداً لأنها جَعلتك تعتقد أنها تَبدو كذلك... تَبدو فقط ياعزيزي . - هي بارعة جداً في أن تَبدو لك أنها بَخير وهي الأشدُ ألماً وإحتياجاً لو تَفهم ،، لا تَلوم صمتها فـهي تَكلمت كثيراً ولم تُفهم ، صَرخت كثيراً ولم تُسمع ، بَكت كثيراً ولم تُرى ... هي إتخذت الصمت ملجأ على أمل أن تَرتاح . - هي تَكلمت كثيراً حتى عَجزت عن الكَلام ، مَلت من أن لا تُفهم ، صَمتها مُتعب لها لكن ما يُتعبها أكثر هو أن تَحكي، أن تَشكي ولا أحد يهتم ،، هي إختارت أن تَصمت بـ لَسانها وتَتكلم بـ عَينيها ، وإن كلام عَينيها مُوجع ... صَعب ، وكأنها فَقدت كُل طَاقتها، فَقدت الشَغف في الحياة . - تَلك التي تَراها صَلبة ، صَامتة ، مُنعزلة .... هي أَهش مما تتصور، وإن أكثر ما تُريده هو أن تُحتوي، أن يُمحي خَوفها، أن تَعود الحياة لـ قلبها ،، - وَحيدة هي ،، نعم، والوِحدة أَكلت قَلبها . - هي تَملك الحُزن منها ، أَصبحت كـ وردةٍ في بُستان شَوك حتى أنها فَقدت طَعم الحَياة، و تَخنقُها الوِحدة حَد الموت ،، هي مَلت من أن تُسند نفسها بنفسها ، مَلت من الصَمت الطويل ، تُريد أن يَنتهي الصراع بداخلها لكن لا تعرف كَيف ومتى، متى تَعيش . - وكأن حَياتها تَوقفت عند مَرحلة ولا تَتقدم، وكأنها تَنتظر في مَحطة مَهجورة لا يأتيها قطار السعادة، وكأنها تَنتظر ما لا يأتي ،، هي تَشتاقُ لـ وَنس، لشئ يَجعل الحياة تَنبض بداخلها من جديد، تَشتاقُ أن يَتبدل الحُزن في عَينيها بإبتسامة، هي تَشتاقُ أن تَفرح ،، ورغم كُل ما بَها مازَالت تُحافظ على تلك الطفلة بداخلها، مازَالت عَينيها رغم الحُزن جميلة، مازَالت أُنثي .... هي مازَالت بكل كبرياء تُقاوم ! . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق