يوميات عسكرية
*************
وتوالت الأيام وكل يوم تزداد يقينا انها فى المكان الخطأ...
وذات يوم..
حضرت متأخرة قليلا ووجدت قائد المركز الصحى المساعد قلقا ويذرع غرفته جيئا وذهابا...سلمت عليه وأخذت دفتر التمام لكى توقعه...وأخبرته عن سبب تأخرها الا وهو السبب المتعارف عليه المواصلات ولاحظت أن وجهه متغير فسألته:- ماذا بك سيادتك ما الذى يعكر صفوك...فأجاب قائلا لانك تأخرتى تممت لك فى دفتر الحضور...لأننى أعرف أنك لاتتغيبى الا بظرف وبعدما تخبرينى...وبعد أن تممت دخلت مكتبى (فلانة مساعد) وقالت لى انت تممت لها(قصدها أنا) فقال نعم...فسألته ألم تعرف أنه حدث لها حادث فى الطريق
وقال المساعد لى لقد انزعجت وقلقت وخفت عليكى...من فضلك اذهبى اليها ولاتدعيها وشأنها....فقلت له سيادتك أنا لاأعطى وآخذ مع الحاقدين بل أتركهم وشأنهم...وبعد يومين فقط يومين!!!
فعلا حدث لى حادث كنت انتظر المواصلات فوق الرصيف وفجأة أتت عربة مسرعة وكأن شيئا يجرها ويشدها شدا ناحيتى وطلع السائق فوق الرصيف وضربنى 3 مرات ولكننى لحسن الحظ لم أقع أرضا والا لطرحنى مع الأرض ولما بقيت على قيد الحياة...واجتمع الناس حولى وشرطى المرور لكننى أخبرتهم اننى بخير وان اتركوا السائق...ولم يتركه شرطى المرور الا بعد أن أخذ رقم عربته...وتبرعوا بتوصيلى للعمل ولكنى شكرتهم ومضيت...وكان من الممكن ان اعتبرها صدفة ولكن الصدف لاتتكرر...وتوالت الحوادث وآخرها كنت بجانب السائق وأمامنا سيارة وبالخلف سيارة وكنت فى السيارة الوسط فجأة توقفت السيارات وضغط السائق على فرامله واذ بالسيارتين الأمامية والخلفية تصطدم بسيارتى واذا بالزجاج الأمامى يتناثر الى شظايا تحيط بى ولولا اننى اغمضت عينى لأصابتنى الشظايا قدر الله وما شاء فعل...الحمد لله جات سليمة اصابة خفيفة...ولكن نفسى تشائمت وخفت على نفسى من نظرات وأمنيات حاقد...وفاض بى الكيل وأرسلت لقائدى اننى أريد الرجوع لوحدتى...وقد حدث سلمت عهدتى ورجعت لوحدتى...ولكننى رجعت بقلب ونفس منكسرة بتصرفات بعض البشر...وتذكرت عندها كلمة ذلك السائق ان هذا الزى وذلك العمل لايليق بك
أدركت أنه يقصد أن هؤلاء لايشبهونى ربما قرأ روحى ونفسى من خلال عينى ربما...
وكرهت ذلك العمل...كرهت كراهية البشر ، وحقدهم الغير مبرر...
وهنا اتخذت قرارى سأستقيل سأمضى بما بقى لى من العمر بعيدا...فمن يدرى ماذا سيحدث لو مكثت أكثر
بالدارجى نفدت بجلدى...ولو سألتمونى لو عادت بك الأيام هل ستعيدى الكرة؟!!!
لأجاب قلبى نعم لأنى احببت العسكرية....ولأجاب عقلى لا انهم لايشبهونى روحى ولا عقلى ربما لو تغيروا أو تغيرت الأوضاع ربما!!!!
وهذا انتهت قصتى مع العسكرية ومن سخرية القدر اننى وأنا أعمل اجراءات خلو الطرف جاءت ترقيتى الى مساعد صول..
ياللحياة وغرائبها...لقد كانوا يكررون على مسامعى أنت تشتغلى ليه كدة وعلام الاخلاص وفاكرة نفسك مين؟!! فاكرة ح يرقوكى...والآن أقول لهم موتوا بغيظكم لقد ترقيت وعلوت رتبة بعد فوات الأوان وبعد أن مللت وسأمت وخفت وقلقت
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم
انتهى...
هويدا

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق