تابعونى على الفيسبوك

هويدا محمد الحسن عثمانm.facebook.com

الاثنين، 11 سبتمبر 2023

منذ الصغر كانت تستهويها العسكرية...وكل من يلبس الزى العسكرى...حتى منذ طفولتها كانت تحلم بأنها تلبسه وفرحت بحلمها وتمنت أن يتحقق...
وفعلا تحقق بالصدفة...زميلاتها تقدموا لمستشفى العسكرى..وقررت أن تلحق صديقاتها وذهبت لتتقدم لتلك المستشفى وداخلها سؤال يسألها هل سيقبلوننى...وكيف هى الحياة العسكرية؟!!!...
وذهبت...
ولحسن حظها وجدت سستر كانت تعمل معها فى تلك المستشفى السابقة فسألتها ماذا أتى بك ؟!!
وأخبرتها اريد أن أعمل هنا....فأخذتها من يدها وذهبت بها الى سيادة اللواء قائد الواحدة...وأخذت تمدحها قائلة سيادتك هذه ابنتى تعمل بكفاءة مهذبة وووو...الخ ...
وفى غمضة عين مضى سيادة اللواء بالموافقة...
وأخيرا أصبحت عسكرية برتبة...وفرحت بالزى لم تكن تلبس العباءة ك غيرها من زميلاتها لتدارى زيها...بل كانت تفخر بأن تلبسه فى الشوارع وفى طريقها...بدون عباءة او اى شئ يخفيه...
ولما تخفيه انه شرف لايعادله شرف....لكن؟!!!!
هل تركها الناس فى فخرها هل تركوها فى حالها؟!!!
لا...كل ميكروباص او مواصلات تركبها ينظرون اليها بتعجب وكم من سائق قال لها ان هذا الزى لم يخلق لك...انك لاتشبهينه!! لما؟!! وأى شبه خلق للعسكرية سخرت من آرائهم وظلت متمسكة برأيها...أحبت النظام والانضباط وحياة العسكرية...لكنها؟!!
لم تكن ك غيرها من العسكريات لم تحب يوما أن تأمر او تنهى كانت فى تعاملها مع الرتب الأقل بمنتهى الحب والاحترام...لكنها لم تكن ترفض تلقى تعليمات الأعلى منها رتبة طالما فى صميم عملها...نعم ف هناك تعليمات خارج نطاق العمل لكنها لم تنصاع اليها مهما كانت علو رتبة آمرها
وجلست تبتسم تتذكر ذلك الضابط الوسيم الذى كان يستخدم الأوامر لصالحه وكان يتودد بها للبنات...
وفى يوم استدعاها لمكتبه قائلا بتعليمات تعالى بعد قليل المكتب وبما أن لديها مكر حواء ودهائها...وبما أنها تعرفه قالت نعم سيدى....وانتظرت حتى امتلأ مكتبه بالعساكر وذهبت اليه فسألها ماذا تريدين؟!! قالت سيادتك قلت لى تعالى المكتب فابتسم وقال لقد نسيت تعالى بعدين...وهذا ما يطلق عليه فى العسكرية التصرف...العسكرية تصرف...
ومضت الأيام بهدوء وترك ذلك الضابط العمل...وذات يوم وهى تتجول فى حوش المستشفى سمعت شخصا ورائها يقول انت زى ما انتى لم تتغيرى فالتفتت ووجدته هو...لم تكن حاقدة عليه ولم يحقد عليها فالسياسة والهدوء تحل اى ازمة...وابتسمت وسلمت عليه ومضى كل فى طريقه...
لم تكن تخشى اى ضابط مهما كانت رتبته اذا اخطأ شخص فى حقها وذهبت للأعلى ولم يحل مشكلتها تناست تدرج الرتب وذهبت للأعلى....كانوا يسمونها (الهوا) هى لم تقصد المشاكل لكنها لاتتنازل عن حقها أبدا...وكان هناك العديد من الضباط الذين يحترمونها وتحترمهم لأصالة طبعهم ونزاهتهم وكانت تلجأ اليهم فى مشاكلها التى لا تخلو من مغازلة بعضهم أو مضايقات البعض بخصوص العمل وخلافه... وفجأة ملت كرهت الوضع لكنها لم تكره العسكرية أبدا....أخذت تكتب على الحائط انها سوف تترك العمل....
وفعلا تقدمت بالاستقالة...وكل زميل وضابط يسخروا قائلين اتحسبين انهم سيوقعون لك على الاستقالة...اننا فقط من نرفد لايوجد عسكرى يطلب الاستقالة من نفسه....وقد حدث بالواسطات وبعض الدراما وقعت على استقالتها من قائد المستشفى...أمضت ٦ سنوات تعمل معهم وتركت...انها تتذكر ذلك اليوم لقد قال لها قائد المستشفى اذا تركتينا لن تعودى مرة أخرى وفعلا لم تعد مرة أخرى....
ولكنها فى قرارة نفسها تحس بالندم...وتحن لذلك الزى وتحن لمهنة العسكرية...فهل تسرعت،!! أم انه القدر والقسمة؟!!!!!!
هويدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق