قصة ذكريات
********
جلس ساهما يتذكر سنين عمره التى مضت وتسربت من بين اصابعه..وأخذ يتسائل ويسأل نفسه قائلا..ترى كيف مضى بى العمر؟!!! وماذا جنيت من ذلك العمر الذى مضى سوى بضعة نياشين تذكرنى ببطولة مضت..ترى هل سيتذكرونى يوما حين أرحل؟!! هل سيتذكروا اسمى؟!! هل سيتذكروا بطولاتى؟!! هل سيكتبوا اسمى ويخلدونى عبر التاريخ؟!!! أم سوف ينسونى فالانسان طبعه النسيان...ماذا جنيت من تلك الحياة؟!!! ولماذا نعيشها ؟!!! طالما سيموت فينا كل شئ..ذكرياتنا واحبائنا الجميع رحلوا ورحلت معهم تلك الأيام الجميلة..رحلوا ورحلت معهم طفولتى وشبابى وحبى واصدقائى وشريكتى وتوأم روحى...لم يتبقى لى سوى نياشين على صدرى وبقايا ذكريات تكاد تندثر...وبماذا ستفيدنى تلك النياشين لن تزيدنى سوى حسرة وندم وأسف على حياة طمست معالمها ولم يبقى لى سوى خيالات لذكرى اتمنى ان انساها أو اتنساها..لم لا أرحل انا ايضا؟! لما تركونى وحيدا مع ألمى ودموعى وحسرتى؟!! لما يارب تركتنى وحيدا بدونهم...اولادى ذهبوا بعيدا كل يعيش حياته ونسونى وتناسوا كم كافحت وكم رعيت وكم تعبت من أجلهم..نسوا كم احببتهم وسهرت الليالى خائفا عليهم..وكم نحت فى الصخر لأوفر لهم لقمة عيش لقد ربيتهم احسن تربية وتعليم وزوجتهم ورأيت أولادهم لقد اصبحت لهم عائلة...وتناسونى فى خضم انشغالهم...تناسوا كهلا فى أمس الحاجة لرعايتهم ووفائهم..تناسوا عجوزا فى أمس الحاجة لمحبتهم فى أمس الحاجة لمن يطبطب عليه ويكفكف دمعته...تناسوا أب هرمته الأيام والمسؤليات...أب لم يعد يتحمل فقدان ..اب يعيش بحسرة وألم والدموع لاتفارق عيناه...والألم يعتصره...لقد انحنى ظهرى...وغشيت عيناى غشاوة وضباب..لقد أصبح نظرى ضعيفا...كنت انتظر ان تكونوا لى عكازا استند عليه..كنت انتظر أن تكونوا لى عينا أرى بها..كنت انتظر ان تكونوا يدا تكفكف دمعتى..كنت انتظر ابنا بارا بوالده..كنت انتظر وفاءا واخلاصا..كنت انتظر رد للجميل ...ولكن اواه منه زمن..وأسفا عليكم...يارب خذنى اليك..ف انت الرحمن الرحيم..وكل ما انا فى حاجة اليه رحمتك وعطفك ...ثم صرخ قائلا ياالله...ووقع ارضا فاقدا للنطق والحركة لقد فاضت روحه وهى تتألم وتشتكى لله ظلم البشر والحياة
بقلمى..
هويدا محمد الحسن عثمان كاملابى

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق