الله يرحمك ياأبى كان رجلا عظيما وكريما...دعونى أحكى لكم عن مدى كرمه...كان كريما جدا ومعطاءا....كان بيتنا فى مصر يسع كل من يأتى من السودان سواء من الأهل او حتى أغراب...وكان أبى يساعدهم فى العلاج من حجز فى عيادات واصطحابهم ومن مبيت فى بيتنا احيانا ورغم ان بيتنا كان ضيقا...الا اننا كنا نتصرف...وسأدع تصرفتنا لمخيلتكم...ولكم ان تتخيلوا كيف كنا نتصرف...ومع ذلك كنا راضيين وفرحين...وكان يقيم الولائم والعزايم...وكانت امى رحمها الله تطبخ بمفردها فقد كنا صغارا...ولم تتأفف يوما...حتى انه ذات يوم أتاها المخاض وهى تطبخ الغداء لبعض الضيوف ورفضت الذهاب المستشفى حتى تنتهى من اعداد الغداء...لقد كانوا رحمهم الله قمة فى الكرم...وكان ابى يوصيها على الطلبة الوافدين من السودان قائلا لأمى اكرميهم واعتبريهم اولادك...وكان يقول لهم هذا منزلكم فى اى وقت تعالوا لاتخجلوا...وتمر بنا الأيام ولايخلو بيتنا من ضيف...ولم نكن ك باقى الناس نطلب منهم هدايا او مقابل...حتى بعد سفرنا للسودان...وللآن اتذكر كل من زارنا فردا فردا وبلدا بلدا
ذات يوم كنت أجلس مع أبى جلسة سمر فقد كنت ابنته المفضلة...وقال لى ياابنتى اذا حدث لى شئ أو تعرضتم لأزمة صدقينى سيأتى أهلكم بالطائرات...ليقفوا معكم...واجبته الله أعلم ياأبى...الأيام وحدها ستثبت ذلك...الأيام وحدها هل يضيع الخير...أم اننا سنحصد النكران
كل من أرجوه اخوانى...ان تدعو له بالرحمة والمغفرة وجنة عرضها السموات والأرض...وإن لم يحصد الخير الذى زرعه فى الدنيا...ف يارب يحصده فى الآخرة
هويدا محمدالحسن عثمان الكاملابى

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق