
قصتها
من الجاني؟
"""""""""""""
من المؤلف انه القدر..هي الراوية ..وانا مجرد ناقلة لمشاعرها واحساسها..
هي جارتي فتاة لطيفة مرحة...ذكية جميلة ابتسامتها خلابة' وفي ضحكتها رنين موسيقي عذب...وفي عينيها صفاء عجيب مريح ' وبريق الذكاء يومض في تلك العينان...لاحظت حزن كثيرا ما ينتابها' وشرود كأن روحها تحلق في عوالم اخري...
جذبني اليها ذلك الفضول المحبب..فضول الكاتب للمعرفة..فضول من يريد مسح دمعة او تقديم يد المساعدة...وكثيرا ماينتابني حتي وانا راكبة الميكروباص اتأمل وجوه الناس لاستنبط حكايتهم...ان بداخل كل كاتب وشاعر ردار عقلي يخبره بالألم اينما هو متواجد' ويشعر به قلبه..وتراه عيناه.
المهم توددت اليها واقتربت منها لعلي اعرف سبب حزنها...ولاترك لها لسان حالها يعبر عن دواخلها..
وليكن اسمها ( س)..
والآن يا ( س) اروي قصتك...فترددت لحظة وارتبكت..فقلت لها لن يضرك شئ ستجدين بعض المواساة' ان لم يكن بالكلمات يكفيكي مصمصة شفاه وهي تقول ( ياعيني)... فتحت ( س) فمها بعد تردد واقناع وقالت:
انا ( س) لدي ثلاثة اخوات' و٢ من الاخوة...كانت طفولتي يائسة حيث تربيت في جو مشحون بالخلافات' والقسوة..تزوج ابي امي زواج تقليدي...وكانت صغيرة تلعب بالعرائس ذات يوم...ف سحبوها لكي تتزوج...وكان ابي لايحبها..وهي للأسف تذوب به وجدا وعشقا...كان يعاملنا بقسوة ضرب واهانات' واوامر ونواهي..اما مع اخواني الشباب فكان يفضلهم علينا نحن البنات من جميع النواحي...اما معاملته مع امي شئ مأساوي.. كان يضربها اذا لم تنفذ اوامره...وكان يهوي اقامة العزائم وكان يعطيها نقود قليلة فاذا. احتجت رد قائلا تصرفي وكانت المسكينة تتصرف فتبيع اي شئ تملكه كي ترضيه وتكفي ضيوفه..
ذات يوم كانت امي في شهرها الأخير في حملها وكانت تريد الذهاب للمستشفي وكان ابي لديه ضيوف فأصر ان تطبخ لضيوفه ثم تذهب للمستشفي وكان ما امر به جاءها المخاض فذهبت مع جارتنا وهو ذلك الرجل الذي لايشرفني ان اطلق عليه شرف اب..جلس يتناول غذائه مع. ضيوفه بدون خجل وحينما سألوه اين زوجتك؟ اجاب هي تضع بالمستشفي فتعجبوا وامتنعوا عن الأكل.
كنا واخوتي نسميه عبدالجبار واحيانا دراكولا..وحين يأتي للمنزل نجري نتغطي في اسرتنا خوفا وربما كراهية من ملاقته.
وكنت اكثر اخوتي عندا فأنا اوسطهم كان يأمرني في العيد ان لا اخرج فكنت اتمرد واخرج طوال ايام العيد ويوميا يأتي بالعصا...وآكل ضربتي وغدا وبعده حتي ينتهي العيد...ربما لو تفاهم معي بالحسني لاقتنعت.
المهم كرهت ابي بقسوته وجبروته وانانيته ' وكرهت او رفضت في امي طيبتها وخضوعها وعشقها لجلادها المبالغ فيه
ابي جعلني اكره الرجال ولاأثق فيهم او احترمهم.. قسوته جعلتني لااستطيع التميز بين دقات قلبي' ودقات تلك العصا علي جسدي الناحل.
فعلا كثرة الأسي تعلم القسوة..
كل من اخواتي تركت تلك المأساة جرح لديها مختلف.
اختي الكبري اتخذت موقف المدافع دائما بمنتهي العصبية' واحيانا تنزوي وتدفن رأسها في الرمال.
اما انا الوسطي فكان عدائي للرجال بسياسة ودبلوماسية ادفعهم ليعجبوا بي ثم اسحب البساط من تحت اقدامهم واهرب.
اما الصغري فاختارت دور اللهو والاستهتار والخضوع لربما هي صورة من امي..
الأب والأخ قدوة فاذا انكسرت تلك القدوة فكيف اثق او احترم رجل؟!
اختي الكبيرة دخلت الثلاثين ولم تحب او تفكر حتي مجرد تفكير.
وانا افكر احيانا لو كان هناك رهبنة في الاسلام لترهبنت. أرأيتم كيف حول ابي حياتنا وتفكيرنا الي جحيم؟
من الجاني؟ اهي التقاليد' ام تحكم الآباء وسيطرتهم¡
كيف احب رجلا وانا حينما انظر اليه اجد وجه ابي واسمع صوته؟
أياابي الم تعلم بان من احسن تربية ابنة دخل الجنة فما بالك بثلاث؟
هل اذا مت ياابي سأترحم عليك ام....؟
لك الله ياجارتي المسكينة.
هويدا