تابعونى على الفيسبوك
هويدا محمد الحسن عثمانm.facebook.com
الثلاثاء، 8 مارس 2022
قصة قصيرة
بين عالمين
"""""""""""""
منذ ولادتها نشأت فى عالم متمدن منفتح مرح.. كانت مدللة ومع ذلك لم تتمادى فى غنجها واستهتار ولامبالاة من نشأ نشأتها.. لم تكن الأنانية من شيمها ..ورغم انها مدللة وحبيبة ابيها لم تستغل الوضع،لم تثير الضوضاء،كانت هادئة حتى وهى تلعب مع رفيقاتها الصغار،وحينما تتأمل صورها تعجب كيف لطفلة تلهو بهذه الملامح الجادة الصارمة...ربما لأنها أوسط أخوانها فتعلمت اشياء ما كان يستوعبها من فى عمرها ومنذ طفولتها كانت متفوقة تهوى الدراسة،والقرأة ربما هذا ما ساهم فى تكوين شخصيتها وجعلها جادة ..وكان هناك شئ غريب منذ كانت طفلة كانت تحلم كثيرا وفى الصباح تروى حلمها لأهلها وأصدقائها وكانت احلامها تتحقق وكانوا يتعجبون حتى فى صغرها حلمت بتخصصها ومجال عملها لكنها حينها لم تدرك معناه وتمر الأيام ويحدث كل مارأته..حتى أبيها كان يتعجب حينما يشاهدون مسلسلا وتقول له سوف يحدث ذلك وسوف تقول البطلة كيت وكان ابيها يندهش كيف عرفتى؟ وترد هى ذلك هو المتوقع..حتى قرأة الوجوه كانت تبرع فيها فتقول لهم ذاك الشخص كذا وتمر الأيام ويعودوا ليقولوا لها كان معك حق حتى أحداث يومية وقرارات عامة حتى الحروب والمشاكل كانت تراها فى منامها...
وذات يوم قامت من نومها وحكت لأهلها لقد رأيت فى منامى شخص يشبه جدى رحمه الله ولم تكد تنتهى من منامها حتى دخل بيتهم شخص يشبه جدها رجل من الدراويش الذين يجوبون البلاد جلس معهم وشرب الشاى ثم سأل والدتها
وأشار اليها وسأل امها
-من هذه؟
الأم-هى ابنتى
-هذه البنت ليست منكم وليست لكم!
تعجبت الفتاة من كلامه وسخر اهلها فقد اعتبروه هذيان درويش
ومضت تسأل عن معنى ماقاله،وعن أحلامها،وعن مايحدث لها،ولما تصدق توقعاتها،ولما حينما تغضب من شخص يحدث له شئ ما..
بعضهم أول مايحدث دينيا وأهل العلم أولوه علميا لكن أحدهم أعطاها كتاب عبقرية عمر ..وقرأت قصة سارية الجبل فأدركت ان مايحدث يسمى بالحاسة السادسة وهى موهبة يهبها الله للبعض.
ذات يوم سافرت لمسقط رأسها حيث بيت جدها..وكان جدودها مشايخ..كانت له مكتبة كبيرة فأخذت تقرأ فى كتبه..وبينما هى تقرأ وقع فى يدها ورقة بها تاريخ ونسب العائلة بخط يد عمها رحمه الله.
فذهلت، ودهشت، وفرحت، وانبهرت فذلك شرف لا يعادله شرف..ان تكون من سلالة آل البيت ولو كان الجد العشرين فذلك يحملك مسؤلية وأى مسئولية؟
حينها فقط أدركت معنى مايحدث لها،أحلامها، زهدها أحيانا،ميلها للروحانيات،الأوراد،القرآن،التسبيح بالألف..أدركت ان هناك موروثات باقية ولو كنا بعيدين كل البعد
كانت كلها متناقضات لماذا بعض البشر محدودى التفكير،لماذا لانقتنع ان هناك درجات للألوان ليس ابيض وأسود فقط؟
لماذا لانعتدل ونتوسط فى أمورنا؟ وندرك ان هناك أشياء ابعد من مجال تفكيرنا واستيعابنا؟
انها لفى أشد الحيرة! من نفسها..هل هى زاهدة متصوفة بلا طموحات وزيف؟
أم هى دينيوية متقلبة!
أم شئ من هذا وذاك؟
فى النهاية هى مجرد بشر كغيرها من البشر
لكن تلك الحيرة تتنازعها وتشتت أفكارها وحياتها
اللهم اعطها قبس من نور لتعرف هى من تكون؟
هويدا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق